منذ 5 أيام
انخفاض قياسي في مستوى بحيرة طبريا وظهور بقع حمراء على سطحها
شهدت بحيرة طبريا، الواقعة بين فلسطين التاريخية وهضبة الجولان السورية المحتلة، انخفاضاً غير مسبوق في منسوب مياهها، ما أثار مخاوف بيئية وهيدرولوجية واسعة.
وبحسب الباحث في مجال حماية البيئة وصون الطبيعة، الدكتور أحمد محمود الشريدة، فإن هذا التراجع الحاد يُعد أحد أبرز آثار التغير المناخي والاحتباس الحراري على مصادر المياه السطحية والجوفية في بلاد الشام.
وأوضح الشريدة للرأي أن معدل الهطول المطري السنوي في حوض البحيرة يبلغ نحو 380 ملم، إلا أن هذا العام لم يشهد سوى ما يقارب 40% من المعدل المعتاد.
وقال "في العادة، ترتفع البحيرة بعد كل موسم مطري بنحو 1.60 متر، لكن موسم 2024/2025 لم يرفع المنسوب إلا بحوالي 10 سنتيمترات فقط، ما تسبب في انخفاض مستوى سطح البحيرة بنحو 50 سم عن الخط الأحمر السفلي، وهو خط التشغيل المعتمد منذ عشرات السنين".
وأشار إلى أن منسوب المياه واصل الانخفاض منذ بداية الصيف الجاري ليصل إلى 1.20 متر، متوقعاً أن يهبط إلى مترين مع نهاية العام، الأمر الذي أدى إلى تقليص كميات المياه المخصصة للري والزراعة بنسبة 35%.
وحول الحلول المقترحة، بيّن الشريدة أن من بين السيناريوهات المطروحة ضخ مياه محلاة من البحر الأبيض المتوسط إلى البحيرة عبر "وادي سلامة" بهدف تفادي تجاوز الخط الأحمر السفلي، ورفع مستوى المياه إلى المناسيب التشغيلية الطبيعية.
ولفت الشريدة إلى ظاهرة جديدة وصفها بـ"ناقوس الخطر"، حيث شوهدت بقع حمراء على سطح البحيرة نتيجة نمو طحالب طبيعية تُفرز صبغة حمراء بسبب نقص المياه وارتفاع درجات الحرارة وزيادة معدلات التبخر، محذراً من أن ذلك قد يؤدي إلى مخاطر بيولوجية وكيميائية تؤثر سلباً على نوعية المياه.